السبت، 14 أبريل 2012


بحث بعنوان مبادئ البحث العلمي

تمهيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه وبعد :

فلقد قال الحق تبارك وتعالى (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) فكانت أول كلمة تشع في هدي الإسلام هي

 مفتاح البحث العلمي في كل زمان ومكان , فالبحث العلمي كغيره من العلوم هو عنوان وعلامة على

تقدم الأمم أو هبوطها , فالعلم حياة متجددة في الإنسان اتسعت دائرة فهمه للحياة وزاده العلم رضا عن

نفسه وجهله وعجزه , فأزداد علماً بعد علم وشوقاً إليه واكتشافه والفضول فيه ..










تعريف البحث العلمي :-
يعرف بعض الباحثين البحث بأنه : جهد علمي استقصائي يهدف إلى وصف مشكلة موجودة ومن ثم تحديدها وجمع المعلومات والبيانات المرتبطة بها وتحليلها لاستخلاص نتائج البحث ومناقشتها وتفسيرها والخروج بقواعد وقوانين يمكن استخدامها في علاج هذه المشكلة أو المشكلات المشابهة
                                                   (عبد الحافظ الجزولي , 2000 م , طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية )
خصائص البحث العلمي :
1.    الموضوعية : وتقي التزام الباحث بالمقاييس العلمية والحقائق التي تدعم وجهة ونظره ولا تتأثر بالآراء الشخصية .
2.    توافر قدر مناسب من الابتكار في البحث .
3.    استخدام الأسلوب العلمي في البحث .
4.    الانفتاح الفكري والابتعاد قدر الإمكان عن الرؤية الأحادية .
5.    أن تقسم نتائج البحث بالثبات النسبي .
                                                   (عبد الحافظ الجزولي , 2000 م , طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية )
أهداف البحث العلمي :
يسعى المشروع البحثي إلى تحقيق عدد من الأهداف منها :
1.    البحث عن المعلومات والحقائق وكشف المعارف الجديدة .
2.    استنباط مفاهيم ونظريات وأجهزة علمية جديدة لدراسة الظواهر المختلفة .
3.    التدريب على أخلاقيات البحث العلمي .
4.    إيجاد معرفة وتكنولوجيا جديدة والعمل على تطويرها .
                                                   (عبد الحافظ الجزولي , 2000 م , طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية )




طرق الحصول على المعلومات :
أولاً : الطرق القديمة في الوصول إلى المعرفة :-
اتخذ الإنسان أساليب متعددة في محاولاته لفهم البيئة أهمها :

1.    المحاولة والخطأ :-
كان الإنسان ينسب الحوادث إلى الصدفة دون أن يتمكن من البحث عن علل وأساليب , وكانت وسيلته إلى التكيف معها هي المحاولة والخطأ عله يصل إلى حل .
2.    اللجوء إلى السلطة :-
كان الإنسان البدائي يلجأ إلى رئيس القبيلة ليجد له الحلول ويفسر له الظواهر الغريبة كا المرض وغيره استناداً إلى العادات والتقاليد وكانت هذه الأفكار القديمة والأفكار المنتشرة لها قيمة كبيرة يقبلها الناس دون مناقشته لأن لها سلطة قوية .
                                                                                                       ( ذوقان عبيدات ، من كتاب البحث العلمي مفهومه وأدواته )
3. التقاليد :-
لا يقوم إنسان العصر الحديث في كثير من المواقف صحة معتقداته أو زيفها أكثر مما يفعله أجداده فهو يقبل من غير وعي أو بدون تساؤل كثير من التقاليد مثل الأنماط التقليدية الثياب والطعام وغيرها ولكن من الخطاء الاعتقاد بأن كل ما جرت علية العادة صحيح أو أنه من الممكن دائما الوصول إلى الحقيقة .
                                                                        ( فان دالين , مناهج البحث في التربية وعلم النفس )
4. الخبرة المكتسبة :-
يقول جون ديوي إن المصدر الأساسي للمعرفة الإنسانية هو الخبرة والنشاط الذاتي للفرد فأي معرفة يكتسبها الفرد إنما هي ناشئة عن خبرته وتفاعله مع عناصر البيئة المحيطة به , وعن نشاطه وكفاحه من أجل البقاء والحصول على لقمة العيش والكساء والمأوى ومن أجل التغلب على المشاكل التي تواجهه في الحياة .
                                                         (عبد الحافظ الجزولي , 2000 م , طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية )

5. أراء الخبراء :-
يطلب الإنسان أحيانا شهادة الخبراء الذين يعتبرون أكثر علما من غيرهم بحكم ما يتمتعون به من ذكاء أو تدريب أو خبره أو استعدادات
ولكن لابد أن ندقق ونحن ننتقي الخبراء وأن تتأكد من أنهم يعرفون الحقائق المتعلقة بالمشكلة موضوع البحث .
6. الاستنباط :-
هو أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء ويستخدم القياس لاختبار صدق نتيجة معينة وهو عبارة عن استدلال يشتمل على ثلاث قضايا يطلق على القضيتين الأولتين المقدمتان حيث أنهما تمهدان للوصول إلى نتيجة وهي القضية الأخيرة
والقياس الحملي التالي مثال لهذا النوع
( مقدمة كبرى )                  كل البشر فانون  
( مقدمة صغرى )                الإمبراطور بشر
( نتيجة )                          إذن الإمبراطور فان
ولا يشترط أن يكون القياس حملي أي من قضايا حمليه فقط , فهناك قضايا فرضية أو تبادلية أو منفصلة .
عيوب القياس الحملي :
يعتمد على الرموز اللفظية التي فد تكون مبهمة فبعض الكلمات لا تحمل نفس المعنى لكل الناس في جميع الأوقات مثال مصطلح ( الصحة ) فكان معناها في أوائل القرن هو الخلو من المرض أو القوه العضلية أو الفخامة الجسمية أما الآن فيعني السلامة العقلية والاجتماعية والانفعالية بجانب الكفاءة البدنية .
·       لا يستطيع أن يستنبط المعرفة إلا من النتائج المتوفرة سلفا .
·       احتمال أن تكون إحدى المقدمتين غير صادقة أو غير مترابطتين فأصبحت النتيجة المشتقة منها قليلة الفائدة .

                                                                            ( فان دالين , مناهج البحث في التربية وعلم النفس )

7. الاستقراء :-
وهي طريقة متقدمة في الحصول على المعارف ومكملة لطريقة الاستنباط وفيه يتم التحقق من صدق معرفة جزئية بالاعتماد على الملاحظة والتجربة الحسية المتكررة والتي تساعد في تقيم نتائج البحث .ففيها يتم الانتقال من الخاص إلى العام ومن النتائج إلى المبادئ ومن الظواهر إلى القوانين ومن المحسوس إلى المجرد ومن الجزئيات إلى الكليات والتعميمات
والاستقراء طريقة تفكير تساعد على التنبؤ بالظواهر والحوادث المستقبلية
                                                                              (عبد الحافظ الجزولي , 2000 م , طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية )
والاستقراء عموما يقسم إلى ثلاثة أنواع وهي :-
         أ‌-         الاستقراء التام :- يقوم في هذا النوع من الاستقراء يحصر كل الحالات الجزئية التي تقع في إطار فئة معينة ويقرر ما توصل إلية في نتيجة عامة .
مثال :- إذا أراد أن يحدد أنواع المهن التي ينتمي إليها أعضاء أحد النوادي فأخذ يسأل كل عضو ويبوب النتيجة , هذا النوع من الاستقراء لا يمكن استخدامه في معالجة معظم المشكلات .
ب- استقراء بيكون :- كان يرى أن الإنسان لا ينبغي أن يجعل نفسه عبدا لأفكار الآخرين ويرى أن يدرس الطبيعة بنفسه بعناية , ويصدر نتائج عامة على أساس الملاحظة المباشرة بدلاً أن يقبل المقدمات ( التعميمات – النظريات ) التي وصلت إلية , ونصح أن يبوب الباحث كل الحقائق المتعلقة بالطبيعة وأن يدرس هذه الحقائق بحثاً عن صورها وصنف ثلاث جداول لذلك تضم .
1. الحالات الموجبة وهي الحالات التي وجدت عليها الحالة أو الظاهرة .
2. الحالات السالبة وهي الحالات التي لم توجد فيها الظاهرة .
3. الحالات التي وجدت فيها الظاهرة بدرجات متفاوتة .
إلا أن ما أشترطه من حصر جميع الحقائق أمر فوق الطاقة البشرية




ج. الاستقراء الناقص :- يصل الاستقراء الناقص إلى النتيجة بملاحظة بعض الحالات التي ينتمي إلى تلك الفئة فقط ويستخدم الباحث الاستقراء الناقص أكثر من الاستقراء التام لأنه يستطيع في معظم البحوث أن يفحص جميع الحالات الجزئية موضع البحث ويمكنه على أية حال , ملاحظة بعض الحالات ويستخلص منها نتيجة عامه تسرى على كل الحالات المشابهة .
مع ملاحظة عدد العينة فكل ما قل العدد لا يعطينا نتائج مؤكدة بصفة مطلقة ومدى تمثيلها للمجموعة كلها يحدد مدى صحة النتيجة . 
                                                                                                                                                                                                  ( فان دالين , مناهج البحث في التربية وعلم النفس )                                                                                                                                                   
المنهج الحديث لتحصيل المعرفة :-
خطوات المنهج العلمي :-
1. الشعور بالمشكلة :- أ- قد تنقصه الوسيلة للوصول للغرض المطلوب .
                             ب- يعجز عن تفسير حدث غير متوقع .
                             ج- يواجه صعوبة في تحديد خصائص موضوع معين .
2. حصر وتحديد المشكلة :- جميع المعلومات والملاحظات .
3. اقتراح حلول المشكلة :- وضع الفروض يقوم بوضع تخمينات ذكية حول الحلول الممكنة .
4. استنباط نتائج الحلول المقترحة :- يستنبط إذا كان كل فرض صحيح .
5. اختبار الفروض عمليا :- يختبر الإنسان كل فرض بأن يبحث عن دليل ملاحظ يثبت أن النتائج المترتبة على الغرض قد حدث فعلا أو ينفي حدوثه.                                                                                                        
                                                                              (عبد الحافظ الجزولي , 2000 م , طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية )
                                                                                 ( فان دالين , مناهج البحث في التربية وعلم النفس )  
                                                                                  ( ذوقان عبيدات ، من كتاب البحث العلمي مفهومه وأدواته )    



الافتراضات التي يقوم عليها المنهج العلمي :-
افتراض وحدة الطبيعة :ويمكن أن نقسم الافتراض القائل بوحدة الطبيعة إلى عدد من المسلمات لكي نستطيع أن نعالجه بشي من التفصيل . لذلك تناقش الفقرات التالية مسلمات :
1. الأنواع الطبيعية .
2. الثبات .
3. الحتمية .
مسلمة الأنواع الطبيعية :-
عندما يلاحظ الإنسان الظاهرات الطبيعية يسترعي نظره ان بعض الأشياء أو الأحداث تتشابه بدرجه كبيره ومن ثم يأخذ في فحص الظاهرات لكي يحدد خصائصها أو وظائفها او مكوناتها الأساسية حتى إذا وجد عددا من الأشياء أو الأحداث ذات خصائص مشتركة وضعها في مجموعة وأطلق على النوع الذي تنتمي إلية اسما .
مسلمة الثبات :-
تفترض مسلمة الثبات أن الظاهرة الطبيعية تحتفظ بخصائصها الأساسية تحت ظروف معينة فترة محدودة من الزمن .
مسلمة الحتمية :- تنكر هذه المسلمة أن وقع حدث ما يكون نتيجة للصدفة أو لظروف طارئة أو مجرد عملية تلقائية بل يؤكد أن كل الظاهرات الطبيعية حتمية بمعنى أن أي حدث لابد وأن يكون له سبب أو مجموعة من الأسباب أي شروط أساسية معينة تسبق بصورة ثابتة وقوع الحدث .
الافتراضات المتعلقة بالعمليات النفسية
مسلمة صحة الإدراك :- يسجل الباحث في معمله بطريقة رتيبة المعلومات التي يصل إليها عن طريق الحواس وهو يعرف مع ذلك أن أعضاء الحس في الإنسان محدودة في مداها وفي قدراتها على التمييز.
مسلمة صحة التذكر :- التذكر مثل الإدراك عرضة للخطأ وتدل خبرات الحياة اليومية على وهن العمليات العقلية عند الإنسان فا المدرس قد لا يستطيع أن يسترجع أسم تلميذ سابق , أو عنوان كتاب قرره في العام الماضي أو الأشياء التي ينبغي علية أن يحضرها في رحلة المدرسة .
مسلمة صحة التفكير والاستدلال :- التفكير مثل الإدراك والتذكر عرضه للخطأ فالتفكير حتى عند الإفراد شديدي الذكاء يحوطه الكثير من المزالق وقد تأتي أخطاء التفكير والاستدلال نتيجة لاستخدام مقدمات خاطئة .
أهداف العلم
التفسير كهدف للعلم :- إن الغرض الأساسي للبحث العلمي هو أن يتخطى مجرد وصف الظاهرات إلى تقديم تفسير لها فالعالم لا يقتنع تماما بتسمية الظاهرات أو تصنيفها أو وصفها وبدلا من ان يختم أبحاثه بملاحظات بسيطة مثل القول بأن التفاح يسقط والبالونات ترتفع والمد يعلو والجز يهبط وبعض الأطفال يتهتهون أو بعض الأمراض يميت نجده يغوص أكثر لكي يعرف أسباب وقوع هذه الأحداث .
التنبؤ كهدف للعلم :- إن التفسير الذي لا يزيد من سيطرة الإنسان على الطبيعة شي مفيد ولكنه ليس في قيمة التفسير الذي يساعد الإنسان على التنبؤ بالأحداث لذلك لا يقنع العالم بمجرد صياغة تعميمات تفسر الظاهرات بل يريد أيضا أن يتنبأ بالطريقة التي سوف يعمل بها التعميم في المستقبل .
الضبط كهدف للعلم :- يكافح العلم للوصول إلى درجة من الفهم العميق لقوانين الطبيعة بحيث لا يقف عند حد التنبؤ بل يزيد من قدراته على ضبط الأحداث ويعني الضبط عملية التحكم في بعض العوامل الأساسية التي تسبب حدثا ما لكي تجعل ذلك الحدث يتم أو تمنع وقوعه .
                                                                   ( فان دالين , مناهج البحث في التربية وعلم النفس )  












المراجع

1. ذوقان عبيدات وآخرون , البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه .

2. عبد الحافظ الجزولي , ومحمد الدخيل (2000م ) طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعية , دار الخريجي للنشر والتوزيع الرياض .

3. فان دالين , (2003 ) , مناهج البحث في التربية وعلم النفس , مكتبة الانجلو , القاهرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق