السبت، 14 أبريل 2012


بسم الله الرحمن الرحيم

تنويه :
في بداية حديثي أحب أن أنوه بما يلي :

أولا : قد يظن البعض أن موضوع المحاضرة يتسم بالتخصص ويهم الاختصاصيين فقط ولكن على العكس من هذه النظرة فهناك جوانب كثيرة في موضوع المحاضرة تَهم عموم الناس وتتلمس حاجاتهم وتطلعاتهم.

ثانياً : يقاس تقدم الأمم بما لديها من أولويات ولعلَ اهتمام الدول المتقدمة بالبحث العلمي يعكسه الإنفاق الكبير عليه من الدخل القومي لتلك الأمة وسوف أورد لاحقاً بعض الأمثلة على ذلك الإنفاق.

ثالثاً : نما البحث العلمي وترعرع في البلدان الغربية والصناعية على الرغم من أن جذوره امتدت عبر السنين من الحضارات الأخرى السابقة ومنها الحضارة الإسلامية.

رابعاً : نمارس نحن يومياً البحث العلمي بطريقة أو بأخرى عندما نحاول اتخاذ القرارات اليومية.

تمهيد :
ميز الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بين الذين يعلمون و الذين لا يعلمون و قال الحق سبحانه " يرفع الله الذين أمنوا والذين أوتو العلم درجات " ، كما قال سبحانه وتعالى :"إنما يخشى الله من عباده العلماء "، كما أمر سبحانه وتعالى في أول سورة نزلت بالقراءة ، ودعا  الإنسان في مواضع كثيرة إلى التبصر و التدبر و النظر والتفكر ، فلو سلكت الأمة هذا المنهج الرباني لأصبحت في مقدمة الأمم و لامتلكت زمام المبادرة في التقدم و الازدهار بدلا من الركون في مؤخرة الأمم في وقتنا الحاضر بعد أن كانت بغداد و دمشق و القاهرة و قرطبة مراكز للإشعاع الحضاري أبان ازدهار الحضارة الإسلامية حيث قدمت للعالم إنجازات هائلة في مجالات مختلفة منها الرياضيات ، والميكانيكا و الطب و الكيمياء و العلوم التطبيقية و البحث و التقنية النظرية بالإضافة إلى اكتشافاتها العلمية و إبداعاتها الفنية و المعمارية الرائعة و مكتباتها الضخمة و مستشفياتها الكبيرة و مختلف التقنيات و الجامعات و الصناعات و خرائط العالم و طرق الملاحة و الفلك و الكثير من الإسهامات الأخرى . لقد مهد العلماء و المسلمون في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية الطريق للنهضة و الثورة العلمية في العالم الغربي .
التراجع :
لكننا مع الأسف في وقتنا الحاضر بالعودة إلى بعض الأرقام والإحصائيات ذات الدلالة نجد أنه تراجع عندنا معدل خريجي العلوم من 25% إلى 11 %  مقارنة بمعدل 45% في الدول الصناعية و 35% في الدول النامية ، وعلى مستوى العالم يبلغ عدد العلماء و المهندسين واحدا في الألف من القوى العاملة و تصل النسبة إلى ثمانية في الألف في الولايات المتحدة ن وأربعة في الألف في الاتحاد الأوربي ، وتسعة في الألف في اليابان ، أما في الشرق الأوسط ( العالم العربي ) فإن النسبة تكاد تصل إلى ثلاثة  علماء و مهندسين في العشرة ألاف من القوى العاملة ، وهذه الإحصائيات لا تبشر بخير .[1]


الاكتشافات :
قد يقول البعض أن هذه الموضوعات هي موضوعات متخصصة و لا تهم عامة الناس ، كيف يكون ذلك و نحن نرى أن الاكتشافات و الاختراعات تتم بعيدة عنا منذ أن اكتشفت طاقة الفحم و البخار ثم اكتشاف طاقة الزيت و الغاز و الكهرباء و الطاقة النووية ، واكتشاف الترانسستور و الكمبيوتر و وسائل الاتصالات و الأقمار الصناعية و الهندسة الو راثية ، ماهو شعورنا و نحن نرى مراكز أبحاث غيرنا تطور تكنولوجيا الامونيا التي تستخدم في تطوير المحاصيل و تخصيبها و التي توفر الغذا لأكثر من سبعة بلايين نسمة حول العالم ؟ ماهو شعورنا و نحن نرى مراكز بحوث غيرنا تكتشف البنسلين و المضادات الحيوية و كافة الأدوية التي بفضل الله تساهم في إنقاذ حياة الملايين كل يوم ؟ ماهو شعورنا و نحن نرى مراكز البحوث لدى غيرنا تطور معظم تقنيات الألياف الصناعية التي توفر المواد المستخدمة في صناعة أكثر من 50 % من الملابس حول العالم ؟ ماهو شعورنا و نحن نرى الاكتشافات العلمية للكواكب و النجوم و البحث في أعماق المادة و جزيئات الذرة تتم بعيدا عنا ؟ كيف لا يهمنا ذلك و نحن نرى أن كثيرا من الدول النامية التي كانت بالأمس القريب أكثر تخلفا من منطقتنا تنظم إلى مجموعة الدول المتطورة مثل ما يعرف بالنمور الآسيوية ، وعملاقي أسيا الهند و الصين ؟ وسر ذلك يعود إلى التركيز على العلوم و التقنية و الاستثمار بالبحث العلمي .
التكنولوجيا :
إن الاتكال على التكنولوجيا التي أبدعها الآخرون و اكتشفتها مختبراتهم و محاولة شرائها و الاستفادة من منتجاتها عملية عقيمة لا تؤدي إلى تطور مجتمعاتنا و ضمان دورها في التنمية العالمية  ولكننا نحتاج إلى قرارات تؤدي إلى تعليم متميز تعطى فيه الأولوية للعلوم و التقنية و البحوث العلمية التطبيقية .فقد دلت دراسة حديثة للاتحاد الأوربي على أن الاستثمار بيورو  واحد في البحث العلمي يعطي سبع وحدات إضافية على مدى السنوات الخمس التي تلي نهاية المشروع و تطبيقه .[3]
البحث العلمي في حياة الإنسان:
يرجع تأثير البحث العلمي في حياة الإنسان إلى مصدرين هما :
الأول : الانتفاع بفوائد تطبيقه .
الثاني : الأسلوب العلمي في البحث الذي  يبنى عليه جميع المكتشفات و المخترعات
وتبرز أهمية البحث العلمي أكثر في هذا العصر المتسارع الذي يرفع فيه شعار البقاء للأقوى و البقاء للأصلح إذ أصبح محرك النظام العالمي الجديد هو البحث العلمي و التطوير [4].
التعريف :
دعونا نعرف البحث العلمي  ،هناك اتفاق بين جمهرة الباحثين على أن البحث العلمي يعني  الأسلوب المنظم لمعالجة المشكلات التي تعوق التنمية و الرقي الإنساني [5] ويمكن تعريفه أيضا بأنه عملية تقصي للحقائق المتعلقة بمشكلة ما و تصنيفها و تحليلها لإظهار مسبباتها و وضع ما يناسبها من حلول وذلك بطريقة محايدة و غير منحازة [6].
أنماط البحث العلمي :
يأخذ البحث العلمي أنماطا مختلفة منها البحث الأساس و الذي يدور حول فهم الظاهرة الطبيعية و معرفة أسرارها ، والبحث التطبيقي وهو البحث الذي ينشأ بغرض استثمار المعرف العلمية المتوفرة لتحسين الواقع الصحي و الاقتصادي و الصناعي و الزراعي و الاجتماعي [7]
 وفي البحث العلمي نطرح دائماً التساؤلات التالية :-

ماذا نبحث ؟ لما نبحث ؟ كيف نبحث ؟ ماهي النتائج ؟

العوامل المؤثرة على مدى  الاستفادة من البحث العلمي :
يوجد عاملان رئيسان يؤثران على مدى الاستفادة من البحث العلمي وهما :
1-الإنفاق على البحث العلمي ,
2- والتقنية المستخدمة لتصميم البحث العلمي.

العامل الأول / الإنفاق على البحث العلمي :
 ويعني الميزانية المخصصة من الدخل القومي لآي أمة للصرف منها على البحث العلمي.
أحب أن أشارككم إحصائية اليونسكو للأعوام 2001 , 2002 حول الإنفاق على البحث العلمي من الدخل القومي لكل دولة.
فمثلاً تنفق إسرائيل 5% من دخلها القومي على البحث العلمي ولذلك تتفوق في ذلك على جميع دول العالم . أما السويد فتنفق 4.6% من دخلها على البحث العلمي . واليابان تنفق 3.1% تليها كورية الجنوية 3% , أما أمريكا فتنفق 2.8% من دخلها القومي على البحث العلمي . أما روسيا فتنفق 1.2% والصين تنفق 1.1% أما الهند فتصرف 0.8% . الدول العربية تنفق مجتمعة معدل 0.2% علماً أن المتوسط العالمي للإنفاق على البحث العلمي هو 2% من الناتج المحلي الإجمالي . ويشير تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2002 بأن النفقات العلمية العربية عام 1996م قد شكلت نسبة 0.14% فقط من الناتج الإجمالي العربي بالمقارنة مع 1.16% لكوبا و 2.9% لليابان في العام 1995م.

لذا نجد أن الاستثمار في البحث والتطوير في البلدان العربية أقل من سبع المعدل العالمي وتشير منظمة الخليج للاستثمارات الصناعية أنه في حين لم تزد ميزانية البحث العلمي والتطوير للدول العربية عام 1995م عن 750 مليون دولار فإن إجمالي الإنفاق العالمي وصل إلى 500 مليار دولا في العام المذكور.
العلاقة بين الإنفاق ومعدلات النمو :
لقد ثبت وجود علاقة طردية بين حجم الإنفاق و معدلات النمو ، وتشير الدراسات أن إذا كانت نسبة الإنفاق على البحث العلمي و التطوير اقل من 1% من الناتج المحلي الوطني فإن مدى تأثير تلك البحوث على التنمية سيكون ضعيفاً جداً ، و إذا كانت نسبة الإنفاق بين 1% و 2% فهو مستوى جيد في خدمة التنمية ، و إذا زادت النسبة عن 2% فإن مستوى البحث العلمي يصل إلى درجة مناسبة لتطوير قطاعات الإنتاج و اكتشاف تقانات جديدة[8] .
إحصائيات أخرى :
وفي إحصائية أخرى فإن الإنفاق على البحث العلمي كنسبة من الناتج المحلي تصل إلى 2.5 % في الولايات الأمريكية المتحدة ،  و 2% في الاتحاد الأوربي ، و 3% في اليابان ، أما في الشرق الأوسط ( العالم العربي ) فإن الإنفاق على البحث العلمي و التقنية يقدر بـ  0.2 % من الناتج المحلي  [2]
وفي إحصائية اكثر تفصيلا :
قدر إنفاق الولايات المتحدة و اليابان و الاتحاد الأوربي مجتمعة على البحث العلمي خلال العام 1996 بما يقارب 417 بليون دولار وهو يتجاوز ثلاثة أرباع إجمالي الإنفاق العلمي بأسره على البحث العلمي ، أما دول شرق أسيا فقد رفعت كوريا الجنوبية إنفاقها على البحث العلمي من الناتج المحلي من 0.6 % في 1980 إلى 2.89% في 1997 أما الصين فقد خططت لرفع نسبة إنفاقها على البحث العملي من 0.5 % في عام 1995 إلى 1.5 في عام 2000 وهكذا بقية دول شرق أسيا .
وتنفق إسرائيل 30.6% من الموازنة المخصصة للتعليم العالي على البحث العلمي لذا فطبقاً للمعايير الدولية فإن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى عالميا في علوم الكمبيوتر و المرتبة الثالثة في الكيمياء و المركز الثالث علميا في صناعة التكنولوجيا المتقدمة أما بالنسبة إلى عدد سكانها قياسا إلى مساحتها فهي الأولى عالميا على صعيد إنتاج البحوث العملية [9] وباختصار فإن ما ينفق عالميا على البحث العلمي في الدول الصناعية السبع المتطورة ( الولايات المتحدة ، اليابان ، المملكة المتحدة ، فرنسا ، ألمانيا ، ايطاليا ، كندا ) تتراوح نسبته من إجمالي الدخل الوطني بين 1.27  كأقل نسبة لإيطاليا و 2.91 % كأعلى نسبة لليابان وذلك خلال الفترة من 1990 م إلى 1998م بمتوسط مقداره 2.17 % . أم النمور الآسيوية ( تايلاند ، ماليزيا ، كوريا الجنوبية ، اندونيسيا ، هونج كونج ) فلا يتعدى إنفاقها 0.89 % من أجمالي الدخل المحلي وتتراوح نسبة الأنفاق بين 0.14 % لاندونيسيا  و 2.44 لكوريا الجنوبية ،
أما الدول لعربية و التي نادرا ما تتوفر المعلومات عنها فقد تفاوتت نسبة الإنفاق بين 0.036% (قطر ) و 0.35 % ( مصر ) و بمتوسط بلغ 0.23% .

وإذا نظرنا إلى مظهر :
وإذا نظرنا إلى مظهر أخر يرتبط ارتباطاً وثيقا بالبحث العلمي وهو النشر / حيث نرى أن باحثي وعلماء الدول العربية قد نشروا 3416 مقالاً أو بحثاً علمياً في 1999 ، بينما جامعة هارفارد الأمريكية يوجد بها أكثر من 19 مليون عنوان. إن ما أنتجه العالم من معلومات خلال الأعوام الثلاثين الماضية يتجاوز في كميته ما أنتجه العالم خلال خمسة الآلف عام من عصر الحضارة الإنسانية
ويظهر الخلل الـعربي في البــحث العــلمي جلياً من خلال ما ينشر على شبكة الإنترنت من معلومات حيث نجد أن 1% فقط من هذه المعلومات  منشور باللغة العربية
ولارتباط النشر والترجمة بالبحث العلمي ودورهما في تقدم وازدهار الأمم . فكم من الكتب والدراسات والمعارض والنظريات تم نقلها وترجمتها ونشرها من الحضارات السابقة إبان ازدهار الحضارات الإسلامية . وفي العصر الحاضر نرى مثلاً أن مصر وهي أكثر الدول العربية سكاناً يترجم فيها مائة كتاب سنوياً مقابل 25 ألف كتاب يترجمها اليونانيون و 18 ألف كتاب يترجمها الأتراك , ويترجم في مصر كتاباً واحداً مقابل ألف وسبعمائة  كتاب يترجمها اليابانيون. [10]

العامل الثاني / التقنية :
والتقنية تعني أسلوب التطبيق واستثمار الوسائل التقنية الحديثة مثل الكمبيوتر والانترنت ومحركات البحث والاستفادة من تقنية المعلومات ووسائلها وأدواتها المختلفة في الحصول على المعلومة وتحليلها كيفياً وكمياً وتفسيرها تفسيراً علمياً للحصول على المعرفة والقدرة على توليد معارف جديدة وتوظيفها لخدمة المجتمع
إضافة إلى استخدام تقنية تصميم البحث العلمي , وتتكون تقنية تصميم البحث العلمي من عدة خطوات منهجية وعلمية منظمة ومتسلسلة حسب الحاجة والخطوات هي:-
أولاً / مشكلة البحث : 
يعتمد الإحساس بالمشكلة على
1-               خبرة البحث.                                                 2- اهتمامات الباحث
2-               بحوث السابقة.                                      4- الدراسة الاستطلاعية.

ومشكلة البحث هي نقطة البداية في البحث العلمي , وهي العقد الذي يجب على الباحث التقيد به , وفي المشكلة يظهر الغرض من الدراسة . وعند كتابة المشكلة  نقوم بتحليل الاحتياج فتتعرف على الوضع الراهن ثم الوضع المرغوب والفرق بينهما يعد احتياجاً ومن ثم تحدد المشكلة التي تصاغ إما على هيئة تقريرية أو على هيئة استفهامية.

ومثال على الصياغة التقريرية : معرفة أثر استخدام نوع من الأدوية على الشفاء من الصداع النصفي لدى شريحة مختارة من المرضى في....  ، أما الصياغة الاستفهامية : ما أثر استخدام نوع من الأدوية على الشفاء من الصداع النصفي لدى شريحة مختارة من المرضى ....؟


ثانياً /عنوان البحث : 
 يجب أن يعكس عنوان البحث محتواه بكل صدق وأمانة , ويكون متضمناً المتغيرات الرئيسة في البحث المستقلة والتابعة إضافة إلى مجتمع البحث ومكان وزمان تطبيقه.
وعنوان البحث يختلف اختلافا جذرياً عن عناوين الكتب أو المقالات الصحفية , وعادة تبدأ كلمات العنوان بعبارات تنم هن محتواه مثل : أثر , فاعلية , واقع , تقويم مدى وهكذا.


ثالثاً / التمهيد :
وهو تقديم للبحث يقود القارئ من عنوانه إلى المشكلة , وهو تمهيد يثير حماس القارئ إلى موضوعها . ويفضل أن تكون قصيرة ومباشرة ويوضح أبعاده ومنطلقاته النظرية كما يشير فيه الباحث إلى وجود نقص أو تناقض أو خطأ أو موقف غامض يحتاج إلى تفسير محدد ويتم فيه الاستشهاد ببعض المراجع كمبرر لأهمية إجراء البحث , وعموماً يجب عند الاقتباس الحرفي أن نضع مانقتبسه بين علامتين تنصيص ويشار إلى أسم المؤلف الأخير وتاريخ النشر ورقم الصفحة إذا كان كتاباً وعدم الذكر للصفحة في حالة المجلات والدوريات أما الاقتباس بالمعنى فقط فلا يحتاج لعلامتي التنصيص  , ويشار إلى المرجع وتاريخ النشر ولا يحتاج إلى وضع الصفحة . مثال (الهويمل , 1990م , 120)

رابعاً / تساؤلات البحث :
تحتاج المشكلة أحياناً إلى بعض التساؤلات حول جوانبها المختلفة , وفي النهاية يجب أن تجيب الدراسة على تلك التساؤلات . ونحتاج للتساؤلات في البحوث الاستكشافية وبعض البحوث الوصفية أما بحوث المقارنة ومعظم البحوث التجريبية فنحتاج فيها للفروض . وقد يتم لدى البعض الجمع بينهما



خامساً / فروض البحث :
الفروض هي التخمينات الذكية  أو الإجابات المتوقعة والمؤقتة , أو الحلول المقترحة لتساؤلات المشكلة وقد تكون الفروض موجهة يضعها الباحث استناداً إلى دراسات سابقة  مثال : ( توجد فروق ذات دلالة إحصائية ..... ) وقد تكون الفـروض صفرية يكون البــاحث فيــها محــايداً مثــال : (لا توجـد فروق ذات دلالة إحصائية .....).

سادساً / أهداف البحث :
وهو مايسعى إلى تحقيقه البحث , أو الإضافة لما هو معلوم.
ومثال ذلك : التعرف على أثر استخدام ......... أو اكتشاف العلاقة ......... أو معرفة الدوافع .......... .

سابعاً/  أهمية البحث :
أهمية البحث تعني : ماهي مبررات إجراء البحث , وقد تحتاج إلى توثيق الأهمية من خلال ماتشير إليه البحوث السابقة وقد تكون الأهمية علمية نظرية أو علمية تطبيقية أو كلاهما . ويظهر في الأهمية عادة , مدى الإسهام في حل مشكلة البحث ومدى إسهام البحث في الإضافة إلى العلم والمعرفة وأهمية ماتوصل له البحث من مقترحات وتوصيات.

ثامناً / حدود البحث :
يعتقد البعض أن البحث العلمي لايعد مهماً إلا إذا تناول موضوعاً كبيراً ومشكلة ذات جوانب متعددة . وهذه النظرة تعد نظرة خاطئة , فقد يفاجأ الباحث بمشكلة متعددة الجوانب ويجد فيها نفسه غير قادر على الإحاطة بكافة جوانبها , ومما يؤثر سلبياً على البحث ككل . لذا من الأجدى تحديد أبعاد المشكلة الموضوعية والمكانية والزمانية.

تاسعاً / تعريف مصطلحات البحث :
يحل تعريف المصطلحات مشكلة عدم اتفاق العلماء على دلالة المصطلح الصحيح لآن التعريف يوضح بشكل لا ليس فيه مايعنيه الباحث بالضبط , ويعد التعريف للمصطلحات نقطة التقاء بين الباحث والقارئ.
وتعرف المصطلحات تعريفاً نظرياً ولكن المهم هو تعريفها إجرائياً , أي التعريف الذي يقصده الباحث ويعنيه بالضبط.

عاشرا/   الإطار النظري :
يعني الخلفية العلمية والنظرية لموضوع البحث يشير الباحث فيها إلى أهم المعلومات النظرية والمصطلحات والنظريات التي لها علاقة وثيقة بموضوع البحث , ويتناولها بشكل مختصر.




حادي عشر/ البحوث السابقة المرتبطة :
يشير الباحث فيها إلى الملامح العامة للبحوث السابقة المرتبطة ببحثه وأهم توجهاتها والتعليق النقدي عليها , ومدى الاتفاق والاختلاف فيما بينها , واهم نقاط القوة والضعف التي نظهر فيها . واهم الصعوبات التي واجهت الباحثين وتوضيح خلاصة نتائجها , وما لم يتحقق لدى الباحثين إضافة إلى مدى الاتفاق والاختلاف بينها وبين البحث الحالي , لكي يبدأ مما انتهى إليه الآخرين.

ثاني عشر /منهج البحث :
يحدد الباحث المنهج الذي سوف يستخدمه إما وصفياً أو تجريبياً أو غير ذلك من مناهج البحث المتنوعة إضافة إلى ماسوف يتبعه من إجراءات في التنفيذ والتصميم لمجموعات البحث ونواحي الضبط اللازمة للمتغيرات.
ومثال على بعض مناهج البحث :-
أ‌-        المنهج الوصفي : ويعني بوصف الظاهرة ومناقشتها وتفسيرها ومن ذلك المنهج المسحي والوثائقي والحقلي والإرتباطي والتتبعي والسببـي والمقارن وتحليل المحتوى
ب‌-             المنهج التاريخي : ويعني بتلك الجهود العلمية التي يقوم بها الباحث من أجل الإجابة عن سؤال في الماضي.
ج‌-       المنهج التجريبي : ويعني ذلك المنهج قيام الباحث بتطبيق تجربته على عينة مختارة من المجتمع بعد ضبط المتغيرات الخارجية , والتي يمكن تعميم نتائجها على كافة أفراد المجتمع.

والمنهج التجريبي نوعان :-
-       المنهج شبه التجريبي : وفيه يقوم الباحث باختبار عينة قصديه من المجتمع بالإضافة إلى عدم ضبط بعض المتغيرات الخارجية
-       المنهج التجريبي : وفيه يقوم الباحث باختيار العينة من المجتمع عشوائياً بالإضافة إلى ضبط جميع المتغيرات الخارجية بقدر الإمكان.

ثالث عشر/ مجتمع البحث :
ويعني هذا المصطلح كل من يمكن أن تعمم عليه نتائج البحث من الأفراد والأدوات والمواد , ومن مجتمع البحث يتم اختيار العينة التي سوف تجرى عليها الدراسة , وقد يكون أفراد المجتمع متجانسين أو غير متجانسين.
رابع عشر/  عينة البحث :
هي نسبة صغيرة تؤخذ من المجتمع الأصلي وتكون ممثلة له فإذا كان المجتمع متجانساً فإن أي عدد منه يمثل المجتمع الأصلي
أما إذا كان غير متجانس فلابد من اختيار عينة  وفق شروط معينة لكي تكون العينة ممثلة للمجتمع الأصلي , وهنا يجب أن نستخدم أسلوب العينة العشوائية (العينة العشوائية البسيطه – العينة الطبقية – العينة العنقودية – العينة المنتظمة)
أما العينة القصدية فتعني : (العينة الإجبارية أو العمدية – العينة الحصصية – عينة الصدفة – العينة العمرية)

خامس عشر / أدوات البحث :
هي تلك الأدوات التي يستخدمها الباحث لجمع معلوماته , وتكون إما معدة مسبقاً أو معدة من قبل الباحث . والأدوات المستخدمة في البحوث كثيرة وأشهرها الإستبانات والمقابلات وأسلوب الملاحظة في الدراسات الوصفية والاختبارات في الدراسات التجريبية . وغالباً ماتحتاج هذه الأدوات إلى مايثبت صلاحيتها من خلال إجراءات الصدق والثبات واختبار الصدق للأدوات يعني ان ذلك الاختبار يقيس ماأعد لقياسه مهما تعددت التطبيقات أما اختبار الثبات فيؤكد أن الاختبار يعطي نفس النتائج مهما تعددت تطبيقاته.

سادس عشر / تطبيق الأدوات :
تطبيق أدوات البحث بأسلوبين :-
الأسلوب الأول : وهو أن يقوم الباحث بتطبيق أدواته على العينة بنفسه ولهذا الأسلوب جوانب إيجابية وأخرى سلبية.
الجوانب الإيجابية :-
أ‌-                  تقليل الفاقد من الإيجابيات.
ب‌-             الإجابة على الغموض في الأدوات.

الجوانب السلبية :-
أ‌-                  مجاملة الباحث في الإجابات.
ب‌-             توجيه الاستجابات لوجهة معينة.

الأسلوب الثاني : وهو أن يتم تطبيق أدوات البحث عن طريق الآخرين ولهذا الأسلوب أيضاً جوانب إيجابية وأخرى سلبية:
الجوانب الإيجابية :
أ‌-                  انتفاء مجاملة الباحث في الإجابات.
ب‌-             عدم التأثير على الاستجابات.
الجوانب السلبية :
أ‌-                  فقدان الكثير من الإجابات.
ب‌-             عدم الإجابة عن أي غموض في الأدوات وذلك لغياب الباحث أثناء التطبيق.

سابع عشر / الأساليب الإحصائية :
يجب الإشارة إلى نوع الأساليب الإحصائية التي سوف يستخدمها الباحث لمعالجة المعلومات التي توصل إليها إحصائياً للإجابة على تساؤلات البحث واختبار جميع فروضه .
ومن ذلك على سبيل المثال :
التكرارات والمعدلات والنسب المئوية واختبارات العلاقات بين المتغيرات وكل ذلك يعتمد على نوعية المعلومات وما يريد الباحث معرفته.



ثامن عشر / نتائج البحث :
عند عرض النتائج وتحليها ومناقشتها تقوم بالخطوات التالية :-

الخطوة الأولى : تهيئة المعلومات للتحليل:
أ‌-                  مراجعة المعلومات وذلك بهدف استخراج مايمكن أن يؤثر على النتائج والتأكد من صحة المعلومات
ب‌-             تبويب المعلومات وفقاً لأسلوب التحليل كيفياً أو كمياً ووضع الأشكال والجداول اللازمة
ج‌-                تفريغ المعلومات الكمية والكيفية في جداول وأشكال من أجل تحليلها وتفسيرها.

الخطوة الثانية : وصف المعلومات الممثلة إحصائياً , ويتم في هذه الخطوة وصف المعلومات التي تظهرها الأشكال والجداول الإحصائية وصفاً لفظياً مع التأكيد على العوامل المتشابهة والعوامل المختلفة في النتائج.

الخطوة الثالثة : مناقشة النتائج وتفسيرها , وفي هذه الخطوة يتم تفسير النتائج والتعرف على دلالتها وربطها بالدراسات السابقة وبيان مدى الشبه والاختلاف مع الدراسات السابقة.

الخطوة الرابعة : ملخص البحث , يكتب الباحث ملخصاً لبحثه ونتائجه آخذاً بعين الاعتبار التساؤلات التاليه :-
ماذا بحثَ  ؟ لماذا بحثَ  ؟ كيف بحثَ  ؟ ماهي النتائج التي تم التوصل إليها ؟

تاسع عشر / التوصيات والمقترحات :
يكتب الباحث مجموعة من التوصيات الإجرائية والنابعة من نتائج الدراسة كما أن الباحث يضع مقترحات للمستقبل  يمكن تطبيقها من الباحثين القادمين.

عشرون / المراجع :
يقوم الباحث برصد جميع المراجع التي تم الاقتباس منها والتي استعان بها وهناك أساليب متعددة لرصد المراجع , ولعل أشهرها نظام
" الـ(APA)  American psychology Association"

مثال : نظام الـ (APA)
أ‌-                 توثيق الكتب:
-       اسم المؤلف الأخير , الاسم الأول (سنة النشر) : عنوان الكتاب , تفاصيل الكتاب إن وجدت (رقم الطبعه , الجزء) بلد النشر : الناشر.
إذا كان الكتاب لمؤلفين نضع حرف " و " بين اسميهما ونضع كلمة وآخرون بعد أسم المؤلف الأول إذا كان عدد المؤلفين أكثر من إثنين.

ب‌-             توثيق الكتب المترجمة:
- اسم المؤلف الأصلي (سنة النشر) : عنوان الكتاب , ترجمة ويذكر اسم المترجم , مكان النشر : الناشر.

ج-   توثيق المجلات العلمية:
- اسم الباحث الأخير , الاسم الأول (سنة النشر) : "اسم البحث"، "اسم المجلة" , رقم العدد : أرقام الصفحات.

د‌-                توثيق الرسائل العلمية:
- اسم الباحث الأخير , الاسم الأول (سنة الإجازة) : "عنوان الرسالة" . درجة الرسالة (ماجستير – دكتوراه – غير منشوره) . الجامعة التي قدمت فيها, البلد : أرقام الصفحات.

هـ - توثيق المصادر الأجنبية:
نفس النظام السابق مع كتابة اسم المؤلف الأخير , وأول حرف من أسمه الأول , ويوضع خط تحت اسم الكتاب , أو خط تحت اسم المجلة (ويمكن استبدال الخط ببنط ثقيل في اللغة العربية وبنط مائل في اللغة الأجنبية).

و‌-    توثيق الدخول للإنترنت:
يوضع عنوان الموقع وتاريخ الدخول.

واحد وعشرون/ الملاحق  :
يُضع في الملاحق كل ماله صلة وثيقة في البحث مثل الاستبيان والاختبارات وأسئلة المقابلة , وأسماء محكمي الأدوات , وأسماء الجهات التي ساهمت في البحث.

بارقة أمل :
هذه ليست نظرة تشاؤمية و لكنها قراءة واقعية للحال في هذه الأيام . ونحن في المملكة العربية السعودية حاولنا و لانزال نحاول اللحاق بركب العلوم و التقنية ، وما  إنشاء مدينة  الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية في عام 1977 إلا احد هذه الإسهامات  بالإضافة إلى مراكز البحوث في الجامعات و بعض الشركات الأخرى  . ولكن الأمر يحتاج إلى الكثير من التعاون و التنسيق و التشجيع و الإنفاق ، ولنا أمل كبير في جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية لتمثل انطلاقة اكبر نحو المستقبل
 
المصادر  : مراجع البحث :

-       عبدالموجود , محمد عزت (1992م)  "أمريكا عام 2000 إستراتيجية التربية" مركز البحوث التربوية , جامعة قطر.

-       العساف , صالح حمد , (1416هـ) المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية , ط1 , مكتبة العبيكان , الرياض.

-       علي , نبيل (1994) : العرب وعصر المعلومات , سلسلة عالم المعرفة , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , الكويت.

-       -www.unesco.org/publishing تاريخ الدخول للموقع : 5/9/1428هـ

-       http://groups.yahoo.com/group/librar...ience/my_work/- تاريخ الدخول للموقع : 5/9/1428هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق